منتدى دين و دنيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أوقات الصلاة
التقويم القمري
الزوار
نظرية الحِجاج Labels=0
تسجيل
إغلاق
التسجيل السريع

الاجزاء المشار اليها بـ * مطلوبة الا اذا ذكر غير ذلك
اسم مشترك : *
عنوان البريد الالكتروني : *
كلمة السر : *
تأكيد كلمة السر : *

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


اظهار دولة ونوع متصفح وايبى ونظام تشغيل
IP
ساعة ماوس
اذاعة القران الكريم
أذكار الصباح والمساء

نظرية الحِجاج

اذهب الى الأسفل

نظرية الحِجاج Empty نظرية الحِجاج

مُساهمة  Admin الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 3:40 am

1 ـ توطئة:‏

تندرج هذه الدراسة في سياق الكشف عن خصائص البنية الخطابية للحجاج من منظور ثلة من الدارسين الذين عنوا بتوصيف الحجاج كعملية لسانية عقلية متعددة الأغراض والأنساق، مع تبيان أنواع الحجج، وكيفية بنائها وترتيبه لتحقيق الترابط النصي، وتفسير بياناتها؛ والفرق بين الحجاج السليم والمغالط، وهذا قصد تحقيق أغراض المحاجج في المجادلة أو المحاورة أو المناظرة أو الخطبة أو أي نمط لساني يعتمد على الحجاج طلباً للإقناع أو التأثير في الآخر، ولعل التصور التالي يعكس هذا المبتغى:‏

مقدمة وتعريف‏

تطلق لفظة حجاج ومحاججة Argumentationعند بريلمان وتيتيكاه على العلم وموضوعه، ومؤداها درس تقنيات الخطاب التي تؤدي بالذهن إلى التسليم بما يعرض عليه من أطروحات، أو أن تزيد في درجة التسليم 1 وربما كانت وظيفته محاولة جعل العقل يذعن لما يطرح عليه من أفكار، أو يزيد في درجة ذلك الإذعان إلى درجة تبعث على العمل المطلوب 2، على أن الحجاج مثلما أنه ليس موضوعياً محضاً فإنه ليس ذاتياً محضاً؛ ذلك أن من مقوماته حرية الاختيار على أساس عقلي، وعلى صعيد آخر يمكن القول بأن الحجاج في ارتباطه بالمتلقي يؤدي إلى حصول عمل ما أو الإعداد له، ومن ثمّ سيكون فحص الخطابات الحجاجية المختلفة بحثاً في صميم الأفعال الكلامية وأغراضها السياقية، وعلاقة الترابط بين الأقوال والتي تنتمي إلى البنية اللغوية الحجاجية 3، وسيكون الحجاج مؤطراً بالخاصية اللسانية الشكلية، وليس بالمحتوى الخبري للقول الذي يربط القول بالمقام، ولما كان الأمر كذلك فإن تركيز التداولية ينصب على العلاقات الترابطية بين أجزاء الخطاب والأدوات اللسانية المحققة له، ومن خصائص الخطاب الحجاجي الذي يميزه عن البرهان أو الاستنتاج إمكان النقض أو الدحض مما يجعل من إمكانية التسليم بالمقدمة المعطاة أمراً نسبياً بالنسبة إلى المخاطب. وتتصدر المحاججة كوظيفة لسانية قائمة الوظائف اللغوية بالرغم من عدم إشارة الدارسين الذين تناولوا موضوع وظيفة اللغة إليها كبوهار وجاكبسون وغيرهما.. الخ.‏

الحجاج والبلاغة‏

جعل أرسطو (ت 322 ق م) السؤال تابعاً للجدل ووجها من وجوهه المتعددة، كما أنه الإمكانية الوحيدة التي تضفي سمة الفعل (lacte) على التفكير، وهذا ما يعرف في التفكير الفلسفي بـ (الفعل التفكيري) lacte depencer 5، والذي يقوم على ثلاث علاقات أساسية هي: الإيتوس والباتوس واللوغوس.‏

إن مفهوم الحجاج متصل بتحديد طبيعة الكلام في وظيفته التساؤلية le questionnement، ذلك أن المساءلة من حيث هي عملية فكرية مؤسسة على سؤال وجواب تستدعي نقاشاً يولد حجاجاً، ويبدو أن المحاججة موجودة بالقوة في التداول اللغوي، إذ لا يخلو خطاب منها سواء كان شفوياً أم كتابياً، وربما قدم الحجاج على مظهرين لغويين أحدهما مصرح به وهو السؤال، وثانيهما ضمني تعبر عنه الإمكانات المقترحة كإجابات قابلة للاستبدال فيما بينها 6، وتأخذ هذه الإجابات شكلاً تعبيرياً مميزاً له، وقعه وأثره البلاغي على السامع، فقد ترد الإجابة في شكل صورة مجازية لها وقعها على المتلقي، وهنا يحدث التقاطع بين البلاغة والحجاج، فلو أخذنا قول النابغة:‏

أنت شمس والملوك كواكب‏

فإننا سنواجه مشكلة مطابقة الملفوظ للواقع في الحقيقة، وعندها يتساءل المخاطب عن قصد المتكلم، وسبب اقتران الممدوح بالشمس والملوك بالكواكب؟ ويعزى هذا التساؤل إلى الاختلاف القائم بين المسند والمسند إليه، ولا يكون الحل إلا في الجواب المفسر للتماهي البلاغي بين الطرفين في ظل استتار الطرف الثالث الذي يمثله وجه الشبه بين المشبه والمشبه به، والذي يمثل وحدة معجمية صغرى تظهر في الحقل الدلالي للممدوح، والحقل الدلالي لكل من الشمس والكوكب وهي الإضاءة، وهذه الوحدة تلعب دوراً أساساً في إقامة الترابط والانسجام الدلالي في التركيب اللغوي. هذا وأوضح بريلمان في كتابه البلاغة الجديدة أن نقطة التقاطع بين البلاغة القديمة ونظرية المحاججة إنما هي المستمع.‏

الحجاج الخاطئ:‏

يبنى هذا النوع على المغالطة في تقديم الحجة، ويعبر عنه باللغة الفرنسية بمصطلح (Paralogisme) المتكون من جزأين هما para ونعني به خاطئ و logisme بمعنى الحجة، وربما أضاف بعضهم صفة النية الحسنة لهذا النوع؛ ليتميز في التفكير الفلسفي عن مصطلح sophisme 8.‏

إن الحجاج الخاطئ يقدم على المقايسة الواهمة، كما تسبب في حدوثه عيوب بنويه أثناء تأسيس المحاججة كالمصادرة على المطلوب، أو الأخطاء الناجمة عن تعدد الأسئلة؛ وربما أمكننا التمثيل للمغالطة الحجاجية بقولنا: إن إسرائيل دولة نووية وقوة عسكرية فهي إذن على حق، إذ يشمل هذا النوع من المغالطة الحجاج بالسلطة.‏

ومن أنواع الحجاج الخاطئ أيضاً المغالطة المنطقية؛ ونزعم التمثيل لها بمناظرة الشاعر العباسي "أبي العتاهية" لثمامة بين الأشرس 9، والمغالطة العلمية التي تشخص في تناقض أقوال المتكلم وأفعاله، وربما مثلنا لها في النص القرآني بقولـه تعالى: ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم( (البقرة /44)، وأما الحجاج المبني على التناقض الإثباتي فتبينه الآية من سورة مريم (إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسيا(، (مريم /19) فقد ذهب بعض المفسرين إلى أنها لم تنذر في الحال بل صبرت حتّى أتاها القوم فذكرت لهم كونها نذرت، فيكون هذا منها تناقضاً فقد تكلمت من حيث نذرت عدم الكلام، بينما ذهب آخرون إلى إمساكها وإكتفائها بالإيماء وبالرأس، ومن أدوات الحجاج اعتماد التهديد والترهيب كأسلوب للإقناع الخطابي في النصوص الدينية والسياسية، ويمكن أن نجد لهذا النوع من الإقناع الذي ينحو منحى استسلامياً أمثلة متعددة في الخطابة العربية كخطبة زياد بن أبيه لأهل البصرة، وخطبة الحجاج لأهل العراق، وخطبة زيد بن المقنع العذري الذي سعى في ضمان ولاية العهد إلى يزيد بن معاوية، فخطب في حضرة معاوية (ض) قائلاً:‏

"هذا أمر أمير المؤمنين وأشار إلى معاوية، فإن هلك.. وأشار إلى ولده يزيد فان أبيتم فهذا.. وأشار إلى سيفه 10.‏

هذا ويمكن الحديث على أنواع أخرى للحجج منها:‏

1-حجة التبرير largument de gaspillage، وأداتها "بما أن".‏

2-حجة الاتجاه direction، وغرضها التحذير من انتشار شيء ما.‏

3-الحجة التواجدية، تبنى على علاقة الشخص بعمله، ويمكن أن نمثل لها بقوله (ص):‏

"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" إذ يكن أن نقول بأن المتعلم كشخص في جوهره ليس فضولياً، وعمل ترك ما لا يعنيه من تجليات حسن الإسلام.‏

4-الججة الرمزية: للرمز قوة تأثيرية في الذين يقرون بوجود علاقة بين الرامز والمرموز إليه كدلالة العلم في نسبته إلى وطن معين، والهلال بالنسبة إلى حضارة الإسلام، والصليب بالنسبة إلى المسيحية، والميزان إلى العدالة.‏

5-المثل: إنّ الغاية من اعتماده حجاجياً هو التأسيس للقاعدة، والبرهنة على صحتها.‏

6-الاستشهاد: غايته توضيح القاعدة، وتكثيف حضور الأفكار في الذهن، وربما كان الاستشهاد أداة لتحويل القاعدة من طبيعة مجردة إلى أخرى محسوسة، ولعل القرآن الكريم فيما يقدم لنا من أمثلة حجاجية أهم مصدر لهذه الأشكال الحجاجية، على أن العناية بالاستشهاد القائم على التمثيل مقيد بجملة من القيود لعل أهمها؛ عدم إطنابه.‏

أمّا الطريقة الانفصالية فتقوم على وجود وحدة ومفهوم واحد بين العناصر الحجاجية وإنما فصل بينها لغاية حجاجية، وللسائل أن يسأل عن طريقة الفصل بين الأقوال في الخطاب وعلى هذا ستكون الصورة المجازية بخاصة، والصور البلاغية بعامة في الخطاب أداة مهمة لتحقيق الغرض الحجاجي فيه، وكما اقترنت الحاجة بالإغراب وأسلوب الإشارة فإن الخطاب الحجاجي غالباً ما يشكل في جنس الخطبة التي تكرس مبدأ المفاوضة بين المتكلم والسامعين12.‏

نظرية السلالم الحجاجية 13:‏

تطرح هذه النظرية تصوراً لعمل المحاججة من حيث هو تلازم بين قول الحجة ونتيجتها، لكن قول الحجة والنتيجة في تلازمها تعكس تعدداً للحجة في مقابل النتيجة الواحدة على أن هناك تفاوتا من حيث القوة فيما يخص بناء هذه الحجج، كما أن الحجج قد تنتمي إلى قسم واحد كقولنا: الطالب مجتهد (ن) فقد نجح في المسابقة بامتياز (ق1) وتحصل على جائزة الجامعة (ق2).‏

أهمية نظرية السلالم الحجاجية:‏

إن مفهوم السلم الحجاجي في الخطاب من حيث تركيزه على مبدأ التدرج في توجيه الحجج يبين أن المحاجة اللغوية لا ترتبط بالمحتوى وإحالة هذا المحتوى على مرجع محدد بل هي رهينة القوة والضعف الذي ينفي عنها الخضوع لمنطق الصدق والكذب، ومما تجدر الإشارة إليه أن المتكلمين يختلفون في بناء منظومة السلالم إذ أنها متسمة بالخصوصية والذاتية، فالبعض يلخص موقف خصومه، والبعض الآخر يدمجه في برهانه ويتبناه مؤقتاً.‏

الربط الحجاجي:‏

يميز محللو الخطاب الحجاجي بين نوعين من الأدوات اللسانية التي تحقق الوظيفة الحجاجية والترابط داخل النص الحجاجي؟ فأما النوع الأول فتمثله عناصر نحوية في طبيعتها مثل الواو والفاء ولكن وإذن..، وأما الثاني فتمثله جملة من الأساليب المتضمنة داخل الملفوظ الحجاجي كالنفي والحصر، ويلحق بها عوامل حجاجية ذات وظيفة محددة دلالياً مثل: "تقريباً" و"على الأقل" و"منذ" "قصا" "وأبدا" وغيرها.‏

إنّ المحاججة موجودة في كل مكان في حواراتنا اليومية ومرافعات المحامين وخطب الساسة ودروس المعلمين ومناقشة الرسائل العلمية بشتى أشكالها، ومن هنا ركز الباحثون جهودهم في تأسيس نظرية تصف أدواته وتقنياته وأغراضه وتحليل بنيته ببناء نحو خاص بالخطاب الحجاجي ينطلق من مبادئ التداولية ونظرية الفعل الكلامي، وهذا ما حاولت الدراسة إبرازه.‏

الهوامش:‏

1-perelman et Tytica, traite de I argumentation, p.05.‏

2-Ibid, p682.‏

3-شكري المبخوت، الحجاج في اللغة، ضمن أعمال مخبر البلاغة والحجاج، جامعة منوبة، تونس، ص 352.‏

4- Moechler, argumantation et conversation, 1986, p5.‏

5-Meyer . questions de rhetorique? p 22-23.‏

6-محمد علي القارصي، البلاغة والحجاج من خلال نظرية المساءلة لمشال ميار، ضمن فرقة البلاغة والحجاج، منشورات جامعة منوية، ص 395. وانظر محمد يحياتن، نظريات المحاجة، مجلة اللغة والأدب، جامعة الجزائر، عدد 11، 1997، ص 280.‏

7-صلاح فضل، بلاغة الخطاب وعلم النص، سلسلة عالم المعرفة، عدد 164، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، ص 80 وما بعدها.‏

8-محمد النويري، الأساليب المغلطية مدخلاً في نقد الحجاج، ص 406.‏

9-الأصفهاني، الأغاني، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1992، 6 /5.‏

10-ابن الأثير، الكامل في التاريخ، دار صادر، بيروت، 1965، 3 /508‏

11-perelman et Tytica, traite de l argumentaion, p 501 -527.‏

12- perelman et Tytica, traite de l argumentaion, p562.‏

13-شكري المبخوت، نظرية الحجاج في اللغة، ص 363 -364.‏

Admin
المدير
المدير

الحمل الحمل عدد المساهمات : 297
تاريخ التسجيل : 13/08/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى